2:27 PM كيف تعاقب طفلك بالضرب ؟ | |
لا بد قبل الشروع في هذا أن نعرف المفهوم الفقهي للتأديب حيث يقول الكسائي في بدائع الصنائع : إن الصبي يعزو تأديباً لا عقوبة لأنه من أهل التأديب ، ألا ترى إلى ماروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : (( مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً واضربوهم عليها إذا بلغوا عشراً )) .. وذلك بطريق التأديب والتهذيب لا بطريق العقوبة ، لأنها تستدعي الجناية ، وفعل الصبي لا يوصف بكونه جناية التصحيح الفكري للخطأ ... إن الطفل كأي كائن حي يجهل أكثر مما يعلم ، فإذا علم فعل الصواب سار سيراً محموداً ، لذلك تكون مرحلة تعليمه الصحيحة من الصغر ، أولى الخطوات في تقويمه ، وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصحح البنى الفكرية للطفل ، وكان يتبع في ذلك شتى الأساليب المعينة التي تمتاز بالرفق واللين ، وذلك لتصحيح فكر الطفل .وإليكم بيان ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ( كخ كخ ) : إرم بها ، أما علمت أنا لا نأكل صدقة ))... ففي هذا الحديث فائدة لطيفة وهي طريقة الزجر بهذه الكلمة ( كخ كخ ) ثم مالبث أن علل رسول الله صلوات الله وسلامه عليه للطفل سبب عدم الأكل ، وعدم حمله له لتكون قاعدة فكرية عامة في حياته كلها ( أما علمت أنا لا نأكل الصدقة ) وذلك في صيغة رائعة .. أما علمت ..؟؟! وذلك ليكون وقعها في النفس أقوى تأثيراً . كثيراً ما يطلب من الطفل القيام بأعمال لم يسبق له عملها ، أو شاهد من عملها لذلك يبقى في جهل ، فإذا طلب منه العمل وقع في أخطاء تحتاج إلى تصحيح ، فإذا عوقب على خطئه هذا كان ظلماً وحيفا . وأن رسول الله عندما يتعرض لمثل هذه المشاهد لا يلبث أن يفهم الطفل بالطريقة العلمية ، فيشمر عن يديه ، ويري الطفل كيف يحسن العمل ، وفي هذا تعليم للوالدين والمربين ، وأي تعليم روى أبو داود عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مر بغلام يسلخ جلد شاة ، وما يحسن ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تنح حتى أريك ) ) فإنه أدعى للعلم الصحيح ، والعمل البناء الموجه ، والطريقة السليمة في العملية التربوية . | |
|
مجموع التعليقات: 0 | |