5:19 PM بلاد الشام عبر التاريخ | |
بيت المقدس هي عاصمة الشام منذ زمن لا يعلمه إلا الله عز وجل ، وهي الأرض التي وصفها الخالق عز وجل : بالمباركة ، في قوله تعالى :(( و نجيناه و لوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين (( . وبيت المقدس تضم موضعاً من المواضع التي لا تشد الرحال إلا إليها ، هذا الموضع هو المسجد الأقصى ، الذي بارك الله حوله ، يقول الله تعالى : (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ((. وروى معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( يقول الله تعالى : ياشام أنت صفوتي من بلادي ، وأنا سائق إليه صفوتي من عبادي ((. كما أخرج النسائي بإسناد صحيح من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( أن سليمان بن داود عليه السلام لما بنى بيت المقدس سأل الله خلالاً ثلاثة : حكماً يصادف حكمه فأوتيه ، و سأل الله عز وجل ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه ، وسأل الله عز وجل ، حين فرغ من بناء المسجد ، ألا يأتيه أحد ، لا ينهزه إلا الصلاة فيه ، أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه فأوتيه ((. وقد روي أن أول من بنى البيت آدم عليه السلام ، فيجوز أن يكون غيره من ولده وضع بيت المقدس من بعده بأربعين عاماً ، ويجوز أن تكون الملائكة أيضاً بنته بعد بنائها البيت بإذن الله ، و كل محتمل ، والله أعلم (( وعلى هذه الأرض المباركة ، وهب الله إبراهيم عليه السلام ، ذرية مسلمة صالحة طيبة ، كانت تحكم حياتها ، و حياة المجتمع الشاميّ بالمنهج الإسلاميّ الربانيّ : )) ووهبنا له إسحاق و يعقوب نافلة وكلاً جعلنا صالحين )) ( أي :وكلاً من إبراهيم و إسحاق و يعقوب جعلناه صالحاً عاملاً بطاعة الله) .(( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا ((أي : رؤساء يقتدى بهم في الخيرات و أعمال الطاعات ، و معنى بأمرنا : أي بما أنزلنا عليهم من الوحي و الأمر و النهي ، فكأنه قال : يهدون بكتابنا . وقيل : المعنى يهدون الناس إلى ديننا بأمرنا إياهم بإرشاد الخلق ، و دعائهم إلى التوحيد ) .(( و أوحينا إليهم فعل الخيرات )) ( أي :أن يفعلوا الطاعات ) .(( و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و كانوا لنا عابدين )) ( أي :مطيعين ) .(( ولوطاً آتيناه حكماً و علماً )) ( و الحكم : النبوة ، والعلم : المعرفة بأمر الدين و ما يقع به الحكم بين الخصوم ) . (( و نجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث )) ( يريد : سدوم . قال ابن عباس : كانت سبع قرى قلب جبريل عليه السلام ستة و أبقى واحدة للوط و عياله ، وهي زغر التي فيها الثمر من كورة فلسطين إلى حد الشراة ، ولها قرى كثيرة إلى حد نجد و الحجاز ) .(( إنهم كانوا قوم سوء فاسقين )) ( أي: خارجين عن طاعة الله ).(( و أدخلناه في رحمتنا )) ( أي :النبوة ، وقيل : في الإسلام ) .(( إنه من الصالحين (( . وحينما كان الإسلام يحكم حياة الأمم و الشعوب التي كانت تعيش على الأرض المباركة كان هنالك أئمة مسلمون نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر إبراهيم عليه السلام . ونذكر منهم لوطاً عليه السلام ، الذي بعث على جزء من هذه الأرض المباركة ، وكان يدعو إلى الإسلام : (( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين . فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين (( . وهذا يعني أن بيت المقدس كانت محكومة بنظام الإسلام ، الذي يقوم على تنفيذه أئمة و حكام مسلمون . | |
|
مجموع التعليقات: 0 | |